علي بن رضوان :العالم المسلم المصري
أبو الحسن بن رضوان بن علي بن جعفر ولد
بالجيزة في العقد الأخير من القرن
لرابع الهجري وتوفي في سنة 453 هجرية في
زمن الشدة المستنصرية
وكان أبوه فراناً لزم العلم والطب
وصار له الذكر الحسن والسمعة العظيمة،
وخدم الحاكم وجعله رئيساً على سائر المتطببين
وحدث ب مصر في زمانه عام 445هجرية وباء
وكرب عظيم لنقص فيضان النيل حتى أن بن رضوان
جن في آخر عمره بسبب الغلاء فكان قد أخذ يتيمة
رباها، وكبرت عنده وسرقت ما ادخره وهربت
نشأته وتعليمه |
يقول عن نفسه وأنا في السادسة أسلمت نفسي في التعليم
، ولما بلغت السنة العاشرة انتقلت إلى المدينة
العظمى وأجهدت نفسي في التعلم، ولما أقمت
أربع عشرة سنة أخذت في تعلم الطب والفلسفة ولم يكن لي مال أنفق منه،
فلذلك عرض لي في التعلم صعوبة ومشقة،
فكنت مرة أتكسب بصناعه القضايا بالنجوم، ومرة بصناعة الطب،
ومرة ب،التعليم ولم أزل كذلك وأنا في غاية الاجتهاد في
،التعليم إلى السنة الثانية والثلاثين، فإني اشتهرت فيها بالطب
وكفاني ما كنت أكسبه ب الطب وكنت منذ السنة
الثانية والثلاثين إلى يومي هذا أعمل تذكرة لي وأغيرها في كل سنة
إلى أن قررتها على هذا التقرير الذي أستقبل به السنة الستين
باع من الفقر الكتب الذي يقراء فيها عدا خمسة كتب من كتب الأدب
وعشرة كتب من كتب الشرع؛ وكتب أبقراط وجالينوس في
صناعة الطب وما جانسها مثل كتاب الحشائش لديسقوريدس وكتب روفس،
وأريباسيوس، وبولس وكتاب الحاوي للرازي ومن كتب الفلاحة والصيدلة أربعة
كتب ومن كتب التعاليم المجسطي ومداخله،
وما أنتفع به فيه والمربعة لبطلميوس ومن كتب العارفين كتب أفلاطن،
و،أرسطوطاليس والإسكندر، وثامطيوس، ومحمد الفارابي،
وما أنتفع به فيها، وما سوى ذلك باعه بأي ثمن اتفق بحجة بيعه أجود من خزنه
أرآه في الطبيب ومعلم الطب
كان ابن رضوان كثير الرد على من كان يعاصره من الأطباء وغيرهم،
وكذلك على كثير ممن تقدمه، والطبيب في وجهة نظره هو
الذي اجتمعت فيه سبع خصال الأولى أن يكون تام الخلق،
صحيح الأعضاء، حسن الذكاء، جيد الروية، عاقلاً، ذكوراً، خير الطبع.
الثانية أن يكون حسن الملبس، طيب الرائحة،
نظيف البدن والثوب. الثالثة أن يكون كتوماً لأسرار المرضى لا يبوح بشيء من أمراضهم.
الرابعة أن تكون رغبته في إبراء المرضى
أكثر من رغبته فيما يلتمسه من الأجرة، ورغبته في علاج الفقراء أكثر من رغبته في علاج الأغنياء
. الخامسة أن يكون حريصاً على التعليم
والمبالغة في منافع الناس. السادسة أن يكون سليم القلب، عفيف النظر، صادق اللهجة،
لا يخطر بباله شيء من أمور النساء
والأموال التي شاهدها في منازل الأعلاء فضلاً عن أن يتعرض إلى شيء منها. السابعة
أن يكون مأموناً ثقة على الأرواح والأموال،
لا يصف دواء قتالاً ولا يعلمه، ولا دواء يسقط الأجنة، يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه
. ومعلم الطب هو الذي اجتمعت فيه الخصال
بعد استكماله صناعة الطب، والمتعلم هو الذي فراسته تدل على أنه ذو طبع خير، ونفس ذكية،
وأن يكون حريصاً على التعليم، ذكياً، ذكوراً لما قد تعلمه.
من منهجه في العلاج وكتبه وشروحه ومقالاته
قال إذا دعيت إلى مريض فأعطه ما
لا يضره إلى أن تعرف علته فتعالجها عند ذلك، ومعنى معرفة المرض
هو أن تعرف من أي خلط حدث أولاً،
ثم تعرف بعد ذلك في أي عضو هو، وعند ذلك تعالجه. كتاب شرح كتاب العرق لجالينوس،
كتاب شرح كتاب الصناعة الصغيرة لجالينوس،
شرح كتاب النبض الصغير لجالينوس، شرح كتاب جالينوس إلى أغلوقن في التأني لشفاء
الأمراض، وشرح المقالة الأولى في خمس مقالات، وشرح المقالة الثانية في مقالتين،
شرح كتاب الأسطقسات لجالينوس، شرح بعض
كتاب المزاج لجالينوس، ولم يشرح من الكتب الستة عشر لجالينوس سوى ما ذكرت،
كتاب الأصول في الطب، أربع مقالات، كناش،
رسالة في علاج الجذام، كتاب تتبع مسائل حنين، مقالتان، كتاب النافع في كيفية
تعليم صناعة الطب، ثلاث مقالات، رسالة في
علاج صبي أصابه المرض المسمى بداء الفيل وداء الأسد، مقالة في فضيلة الفلسفة،
مقالة في بناء النفس على رأي أفلاطون وأرسطوطاليس،
أجوبته لمسائل منطقية من كتاب القياس، مقالة في حل شكوك يحيى بن
عدي المسماة بالمحراسات، مقالة في الحر، مقالة في بعث نبوّة
محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة والفلسفة، مقالة في كل السياسة،
رسالة في السعادة، مقالة في توحيد الفلاسفة وعبادتهم، كتاب في الرد
على الرازي في العلم الإلهي وإثبات الرسل، كتاب المستعمل
من المنطق في العلوم والصنائع، ثلاث مقالات، كتاب فيما ينبغي أن يكون
في حانوت الطبيبأربع مقالات، مقالة في هواء مصر،
مقالة في مزاج السكر، مقالة في التنبيه على ما في كلام ابن بطلان من الهذيان